Friday, February 5, 2010

الآخر و أنت

لا أعلم و لكن لو نام القلم و صمت حبره ، من يستطيع عندها أن يعيد انعاش أوردة الورق؟من سينفث فيه روح الحياة مرة أخرى؟من سيشعل فتيله ؟ يحتاج القلم الى أكثر من حبر و نفس ، الى أكثر من شمعة و فتيلة. يحتاج القلم ليد، أوردتها قد مزقها إعصار ، و فنجان قهوة و منفضة.
الإعصار ليعدّل الدماء الجافة في صحراء القلب ، ليغيّر المجاري و الأودية السحيقة . نحتاج من وقت لآخر لإعصار صارخ يهز أساساتنا و يدمر ما تبقى من بيوت معفّنة أقبيتها بكل الخبايا ، نحتاج لزلزال لا يقاس على مقياس ريختر بل يقاس وفق نبض قلوبنا التي تراكمت فيها حضارة" الباطون المسلح" و التي راحت تنقل عدوى
" التسليح" إلى الداخل فتسري في أحشائنا المغلّفة بأكياس بلاستك تلك " الأنفلونزا " التي لم يعد قادرا على كسر اجتياحها اي طُعم ، و تسأل ما سبب هذا "التصلّب الشرياني" ؟ لم تعد أفئدتنا قادرة على استيعاب الهيجان و الضجيج الذي أعد مسبقا في " فواتير " علينا دفعها و هي ليست على لائحة مصاريفنا .كيف علينا ان نتقبل كل ما هو مطروح أمامنا على مائدة هذا العصر الغريب الوجه؟
فنجان القهوة لنستطيع ان نرشف ما قُطّر في مقاهي الأفكار . لم يعد العد العكسي هو المطلوب في هذه الأيام بل هو كيفية عدك للأمور. و لم يعد فنجان قهوة يكفي ليفك رموز مستقبلك تحتاج الى أباريق لتملأ بها فمك علّ طعم القهوة يخفي طعم الرصاص.
المنفضة ليست الا لننفض فيها كل ما علق في رؤوس أقلامنا دون قصد و لإطفاء ما يستعر فينا من " أعقاب سجائر" التقطتها أنفاسنا و نحن نمشي في حيّ من أحياء هذا " العالم". و يبقى السؤال ، كيف علينا ان نمزّق الشرانق لننطلق في السماء؟ و من " هو" القادر على إعطاء شكل جديد لقلوبنا ؟ و من " أين" نستقي" الماء " لنسقي به ازقنتا؟
يبقى السؤال أتستطيع ان تسمح " للآخر" ان يَصلب عنك ما بداخلك و يمسح بمئزره رجليك فتنام على صدره.؟
M.R

No comments:

Search This Blog