Friday, October 24, 2008

جنون من نوع اخر

جنون من نوع آخر

تتغيّرُ الأشياءُ كلّما اقْتربْتَ مِنها و كأنّ ما تراه ليس إلّا انعكاسًا لها.وتغدو الأمورُ اوضح كلّما قلّبَها الفكرُ في حناياه.وكلّ الأصوات تنجلي عنها الأصداء إذا امعنتَ الاصغاء لها. غريب كيف تتخلى عن ذاتك و كل امنياتك و احلامك لمجرّد ان صوتاً قد جعل أوردتك تضطرب؟.
هل تستطيع ان تترك كل شيء و تغيّر من هويّتك و شكلك و دمك لمجرّد أنّك رأيت صورة لا تشبهك؟ . أنظر ليس كل ما تراه حقيقة و ليس كل ما تلمسه حرّية. ابحث عمّا يشبهك دون ان تعرف انه يشبهك. ان وجدته تمسّك به و لا تتركه حتّى لو قيل لك انّه نقيضك , و لو صرخوا في وجهك :" انت مجنون " . قل لهم:" ان اجمل ما فعلتُه ما كتبه الجنون و أكثره عبقرية ما خطّه حبره ".الجنون هو ان تضرب عرض الحائط كل ما تعرفه من تقاليد و اعراف و شرائع. الجنون ان تمشي عكس التيّار ان تقف عاريًا في و جه العاصفة . فان اصبحت مجنونًا ليس بالكثير فهناك من سبقَكَ . مَن نزل من فوق ليقف عند حافة الطريق و يدعوك . مَن عُلّق فوق لتراه . أليس جنونه عجيب؟أليس عُريَه كساء لعُريك؟ لم يكن جنونه إلا صورة مكبّرة لاحتمال جنونك الأصغر. تعال معي و انظر كيف جنونه غيّر هيئة طعامه ،و جعل عرقه دمًا ،و صوته غيّر مسار الريح ، وجعل غِيرَتُه تقلب الموازين.
هل تستطيع ان تشبهه؟ هل تستطيع ان تميّز صوته في هذا الضجيج؟ قيل انه لم يصرخ لكنّ صوته خرق المسكونة. قيل انه لم يطفئ فتيلًا لكنّه اطفأ كلّ نار تستعر في احشائي ليعود فيشعل بنار، من طينة أخرى ،أحشائي و يعيد تشكيل طينتي. قيل انه لم يكسر قصبة مرضرضة ولكنّه كسر كل ما بنيته في داخلي من اكواخ قصب .
هل تستطيع ان تترك كل شيء بعد ان رأيت جنونه؟
M.R

Wednesday, October 22, 2008

عندما تجرحنا الكلمات

عندما تجرحنا الكلمات
" يمكن للعصي و الحجارة أن تكسر العظام، لكن الكلمات لا يمكن أبدًا أن تؤذيني " هل تذكر هذا القول الصبياني؟ لقد نشأتُ على ان الاشياء التي يقولها الناس لنا يجب ان لا تؤثر فينا كمرور البطة فوق سطح المياه.
هي مجرّد كلمات لكنها تجرح.
و بما انني معالج يعمل مع الأزواج و العائلات و الافراد،فقد اكتشفت ان الكلمات الجارحة و الغير محببة ،قادرة على عزل شخص نحبه عنّا ، و أحيانًا نقول اشياء في حالة الغضب و لكننا نندم على قولها فيما بعد،و نستطيع ان نعتذر عنها و نكمل حياتنا.
لكن في اوقات أخرى ، تصبح هذه الكامات الجارحة جزءًا اعتياديًا من الاساءة الكلامية و العاطفية ، اعتيادية لكن محبطة.و حاقدة.
اللوم ، الألقاب، الانتقاد، الاحتقار و التجديف ،التحدث بصوت مرتفع، الكلام ذا النغمة المزدرية ، الصمت لساعات أو ايام ، من الممكن ان تعتبر اساءة كلامية و عاطفية.
انا لا اتحدث هنا عن عدم الاتفاق الاعتيادي الذي يحدث في كل الزيجات و العائلات ، بل عن محاولات فردية لسيطرة شخص على اخر باستخدام الكلمات أو التلاعب بالكلمات ن او الصمت.
من المؤسف ان الاساءة الكلامية و العاطفية منتشرة اكثر بكثير مما نظن حتى بين المسيحيين. فاذا ترعرع شخص في بيئه محبطة ، طبيعتها الانتقاد و التهكّم، هو او هي فربما يستخدم هذه الاشكال الاعدوانية في الاتصال مع الغير دون ان يدرك ذلك. ففي بعض الاحيان من الممكن ان نرى هذا النوع من النمط المعيشي كسابق للعنف الجسدي . لكن حتى اذا نشأ الشخص في بيئة مسالمة ، يبقى للاساءة الكلامية تأثير مدمّر على العلاقات. فهي قادرة على تدمير احترام الطفل لذاته و تقديرها ، او جرح العلاقات الزوجية بدل تنميتها .
لحسن الحظ ، انه من الممكن عدم التعلّم العادات الغير صحّية و تعلم طرق جديدة عن الحياة و الاشخاص." ها انا صانع امرًا جديدًا . الآن ينبت . الا تعرفونه" ( اشعياء 43 : 19 ).لذلك " ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة،الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدًا "( 2 كو5 : 17 )
فالعلاج في المشورة المسيحية يركز على تعلم الناس على الاتصال بطرق صادقة، واضحة مباشرة و مليئة بالمحبة. فالاتصال الصحي هو اساسي للحصول على هذا النوع من الزواج الذي يريدنا الله ان عيشه. لكن في بعض الاحيان علينا ان نتعلم هذه المهارات اذا لم تكن معروفة لدينا. وهذا يمكن اتمامه من خلال مشورة الازواج ، او ختى تعليم شخص واحد المهارات التأكيدية في العلاج الفردي.

عقد ايجار الارض (عظة

Search This Blog