من الواضح انه في حياتنا العملية انه لا نستطيع أن نصل إلى درجة من القداسة دون أن يعمل الله في حياتنا . و لكنه من الطرف الآخر لا يستطيع احد أن يصل على القداسة من دون جهد من جابيه.ولكن قلما نتحدث عن مسؤولياتنا في السلوك في القداسة ، و أرى سببين لذلك: أولا : لا توجد لدينا الرغبة في ان نواجه مسؤوليتنا و نفضل أن نترك الأمور على الرب وحده. ثانيا : عدم فهمنا للفرق بين معونة الله و مسؤوليتنا الشخصية للقداسة.
هناك حوافز تشجعنا للعيش في القداسة. أولا: قداسة الله نفسه ، حسب بطرس الأولى 1 : 15- 16 " بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لاني أنا قدوس", بالله يدعونا شخصيا لحياة القداسة لان القداسة هي طبيعته. قد يكون مقدار القداسة عند البعض و حياة غيرهم ممن حولهم فيقعون في الخطأ لكن الله القدوس هو مثالنا الأعظم.ثانيا : الكتاب نفسه يطلب منا ان نعيش في القداسة و هو ليس مجرد اختيارا حسب عبرانيين 12 : 14 " اتبعوا السلام مع الجميع و القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب" فيقول جبري بردجز ، في كتاب اتبعوا القداسة ص 27 " ان هذه الآية تتضمن نقطتين. الاولى ان احسن لا يستطيعون من ذواتهم ان يحصلوا على الخلاص عن طريق قداستهم الشخصية.الثانية ان نعمة الله نشير مرارا و تكرارا الى بر و طاعة المسيح بالنيابة عنا حسب رومية 5 : 19 .و هنا ارى انه يحاول القول انه علينا ان نجاهد للحصول على هذه القداسة. فالخلاص الحقيقي لا بد ان يولد فينا الرغبة في ان نكون قديسين . و يضيف اولفر غرين في كتابه "RIGHTLY DIVINDING THE WORD " ص 89 " ان هدف الخلاص هو ان نكون قديسين و بلا لوم قدامه حسب افسس 1 : 4 . ان استمرارنا في العيش في الخطية يعني أننا نسير في عكس قصد الله في خلاصنا .و لكني أريد أن أضيف هنا أنّ القداسة هي ليست شرط للخلاص و إلا لكان الخلاص بالأعمال لكن القداسة متضمنة بالخلاص.
ايضا يقول جبري بردجز في صفحة 32 اولا: " ان القداسة المطلوبة لاجل سعادتنا الشخصية حسب عبرانيين 12 : 6 و 1 كورنثوس 11 : 30 فعدم العيش في القداسة يجلب التأديب الهي لحياتنا . ثانيا : القداسة ضرورية للخدمة المثمرة 2 تيمو 2 : 21
ثالثا ،و هي الاهم، القداسة ضرورية لاجل يقين خلاصنا حسب 2 كور 5 : 17 " ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة" فالإيمان الحقيقي يظهر من ثماره.
يقول اولفر غرين في كتابه" RIGHTLY DIVINDING THE WORD " ص 88 – 89 : ان هناك مسؤولية علينا تجاه الانسان الجديد فينا حيث العش في قداسة غلاطية 5 : 25 " ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ليضا بحسب الروح " . فنحن ليس مجرد اموات عن الخطية لكننا احياء للمسيح حسب رومية 6 : 11 .نعم ان حياة القداسة هي امر اكيد و مطلوب لحياتنا حسب افسس 4 : 24 - 25 " وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق ، لذلك اطرحوا عنكم الكذب و تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه لان بعضنا اعضاء بعض " .وهذا ايضا ما يؤكده بطرس الرسول في رسالته الثانية الاصحاح 1 : 8 – 12 .ايضا رومية 13 : 14 تؤكد ان على المؤمن ان يعيش بحسب هذه القداسة التي هي في المسيح يسوع . يجب علينا ان ننقاد بروح الله القدوس ليساعدنا ان نعيش كأبناء الله بحسب القداسة المدعوون لها من الله رومية 8 : 14 . يقول تشارلز سويندول في كتابه ( حطّم القيود بالنعمة) ص 82 " ان اجابة الرسول بولس في رومية 6 للسؤالين بكلمة حاشا يقودان الى ما يلي : فالسؤال الاول شير الى المؤمنين الذين آمنوا حديثا و يفشلون في التحرر من الخطية و يستمرون في الحياة كعبيد فيبطلون عمل النعمة . اما السؤال الثاني في عدد 15 فهو يخاطب المؤمنين الذين تحرروا من الخطية الى حد كبير و لكنهم أساءوا استخدام هذه الحرية و يحبون حياة عدم المسؤولية فمثل هؤلاء يسيئون الى النعمة .
أنا أريد أن أتجرأ و اقو لان كثيرين من المسيحيين المؤمنين يحفظون يوحنا الاولى 1 : 9 "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لما خطايانا و يطهرنا من كل إثم" و لكن قليلين هم الذين يتمسكوا برومية 6 : 13 " ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات و أعضاءكم أداة بر لله".
يقول الرسول بولس في رسالته الى تيطس 2 : 11 – 14 ان حياة القداسة متضمنة في الخلاص و هذا ما يؤكده كاتب المقالة (http://www.hallvworthington.com/grace.html) .
ففي النهاية لا يمكننا الاعتماد على ما يسمى بالنعمة الرخيصة حيث يقوم بعض المؤمنين بالتلاعب بالنص الكتابي لمحاولة تبرير عدم العيش بالقداسة بمفهوم الكتاب المقدس ." بل علينا أن نعمل أعمال تليق بالتوبة " و هذا ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس حسب ما ورد في أعمال 26 : 20 " بل اختبرت أولا الذين في دمشق و في أورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الأمم أن يتوبوا و يرجعوا إلى الله عاملين أعمالا تليق بالتوبة.
و يضيف بطرس الرسول في رسالته الاولى الاصحاح 1 : 13 – 25 انه علينا كأولا د الطاعة ان نعيش في قداسة و مصدر هذه القداسة هو الله بطبيعته. فكأولاد للطاعة علينا ان نظهر ايماننا باعمالنا حسب رسالة الانجيل . فما يقوله هنا بطرس الرسول ان الله يتوقع منا كأولاد له ان نفتكر و نتصرف ليس كباقي العالم بل ان نعيش في قداسة و انا ارى ان هذا الشيء اكبر حافز لي لأعيش في قداسة لاني اريد ان اسر قلب الله، فهو سوف يساعدنا على ذلك من خلال الروح القدس الساكن فيّ، آمين.
Tuesday, January 19, 2010
حياة القداسة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment